المقدسيون المحاصرون يمولون أكبر جائزة لخدمة القرآن
الإسلام اليوم / فلسطين / ميرفت صادق
3/7/1429 0:12
06/07/2008
بعد 9 أشهر من العمل واستقبال الأفكار من كافة أنحاء العالم وتقييم إمكانية تطبيقها وأهميتها في خدمة القرآن الكريم، أعلن القائمون على مبادرة "أهل القرآن في بيت المقدس" نتائج المسابقة الأولى من نوعها حول العالم، والتي فاز بمرتبتها الأولى المؤلف المصري المتوفى منذ أربعين عاما محمد فؤاد عبد الباقي صاحب كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم".
وقال مؤسس المبادرة الشيخ صلاح الدين أبو عرفة إن ما دفع إلى التفكير بهذه الخدمة للقرآن الكريم هو أن المسلمين اليوم لا يتوفر لديهم ما يخدمون به القرآن بالشكل المناسب، وكان أمر التشجيع المادي أحد أهم الطرق التي هيأت للمئات عبر العالم لتقديم أفكار جديدة لخدمة القرآن العظيم.
وأكد أبو عرفة أن معظم الأفكار التي قدمت كانت مميزة وفريدة، مشيرا إلى أن المسلمين على مدار التاريخ لم يفلحوا في أمورهم إلا بالمفاصل الفارقة التي خرجت عن المألوف ولو أن النبي والصحابة ساروا على النمط السائد لما استفادت هذه الأمة بشيء، ولذلك كان هدف هذه الجائزة الحصول على أفكار غير مألوفة ومميزة.
وجاء الإعلان عن أسماء المتسابقين لطرح أفضل فكرة لخدمة القرآن العظيم امتدادا للمؤتمر الإبداعي الأول لخدمة القرآن والذي عقدته المبادرة ذاتها قبل عامين، وانطلقت فكرة المسابقة فعليا قبل تسعة أشهر عبر المواقع الإليكترونية والصحف المحلية والعربية ووصلت عبر الآلاف من الرسائل الإليكترونية إلى كافة أنحاء العالم.
من المحاصرين في القدس
أما فيما يختص بتمويل هذه الجائزة التي بلغ مقدارها 114 دينارا من الذهب الخالص، بما يعادل 912 جرام ذهب، فيؤكد الشيخ أبو عرفة أن أهل القرآن والمسلمين عامة في بيت المقدس أخذوا على عاتقهم رفع حصارهم عن طريق خدمة قرآنهم العظيم، لأنهم كما أراد الله لهم أهل الفضل ورأس الحربة وبيان الصدق بين عموم أهل الأرض، استفادة من قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:" ألا إن الإيمان، إذا وقعت الفتن، بالشام"، وهم خندق المسلمين الأول بسيفهم وقرآنهم ودعوتهم.
وأضاف أبو عرفة أن الكثيرين اقتطعوا مساهمتهم في مبلغ هذه الجائزة منذ اليوم الأول للإعلان عنها، من قوت عيالهم ومصروف بيتهم، خدمة للقرآن العظيم.
وأوضح أبو عرفة أن أحد أهم أهداف هذه الجائزة هو استنهاض الفلسطينيين في بيت المقدس وفي عموم فلسطين عبر رسالة تحدي الحصار بخدمة القرآن الكريم وهو باب الرزق والتوسعة على الناس في ظروفهم العصيبة.
الفائز الأول..
وعن الفائز الأول بجائزة أفضل فكرة لخدمة القرآن العظيم، فهو صاحب كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" وهو كتاب معروف في العالم الإسلامي لمؤلفه محمد فؤاد عبد الباقي والذي نشر قبل 70 عاما، ورشحه للجائزة الفلسطيني أحمد السرطاوي، وقد فازت عائلة عبد الباقي بثلث الجائزة وقدرها 38 دينارا ذهبيا وتعادل 40 ألف جنيه مصري. واتسم كتاب عبد الباقي بالدقة العالية والتي لم يستطع أحد انجاز مؤلف مشابه لها إلا بواسطة تقنيات إليكترونية حديثة.
بدوره، استعرض الدكتور عبد الرحمن عقاب الناطق باسم المسابقة أسماء عشرة فائزين بأفضل أفكار لخدمة القرآن العظيم، من بين 350 مشاركة ضمت أكثر من 500 فكرة إبداعية وخلاقة من آسيا الوسطى وماليزيا ودول المغرب العربي والعراق ومصر والأردن والإمارات وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، وضمت أفكارا يسيرة التنفيذ وأخرى بحاجة إلى ميزانيات ضخمة لإنجازها على أرض الواقع.
وحسب الدكتور عقاب فقد بلغ عمر أصغر المشاركين في المسابقة 14 عاما، وجاوز عمر أكبرهم السبعين عاما، موزعين على مختلف العلوم الإنسانية والشرعية، وكانت معايير اختيار أفضل الأفكار تستند إلى جدية الفكرة وإبداعيتها وإمكانية تنفيذها.
الجوائز التسعة..
وبعد فحص الأفكار المشاركة، قررت اللجنة القائمة على المسابقة اختيار أفضل عشر متنافسين لتوزيع مبلغ الجائزة عليهم وهم: في الجائزة العاشرة وقيمتها 4 دنانير ذهبية فاز بها المربي غازي السري مدير مدرسة الأخوة في جبل المكبر في القدس، عن فكرة ربط المناهج التعليمية المختلفة في هذه المدرسة بالقرآن الكريم، وتشجيع الأطفال على جمع وحفظ القرآن الكريم في قلوبهم عن طريق تخصيص مبلغ للطالب كلما حفظ أجزاء جديدة.
وذهبت الجائزة التاسعة وتحمل نفس القدر السابق للمشارك من مصر رامي الدسوقي صاحب موقع إليكتروني يعرض قراءة المصحف كاملا مع أربع تفسيرات تعرض عند اختيار الآية بالإضافة إلى ترجمة كاملة للمصحف وبرنامج للحفظ يستطيع كافة متصفحي الموقع استخدامه.
أما الجائزة الثامنة، فحصلت عليها ماريا عدنا طه من مدينة كفر قاسم، والتي حملت مشاركتها فكرة حفظ القرآن الكريم بالدرجات، بحيث يقوم الأب أو الأم أو المعلم بطرح أسئلة على الأطفال فوق عمر الست سنوات في كافة العلوم وتكون إجاباتها جميعا في القرآن الكريم، وكلما أجاب واحدة ارتفع درجة في سلم المسابقة.
أما الفائز بالجائزة السابعة وقدرها أيضا 4 دنانير ذهبية، فهو إحسان غزاوي الذي طرح زيادة التفاعل بين الناس والقرآن الكريم من خلال برنامج تلفزيوني على غرار " من سيربح المليون" على أن تكون كافة الإجابات من القرآن الكريم.
وفي المرتبة السادسة وقدرها 4 دنانير أيضا، فاز المربي حسن صرصور من مدينة كفر قاسم أيضا، عن فكرة من أصل " 14 فكرة جديدة لخدمة القرآن قدمها للمسابقة"، وتهتم الفكرة باستثارة اهتمام الطفل بالقرآن الكريم عن طريق جمع الآيات وحفظ أعدادها وربط هذا الجمع بسور أخرى وهي طريقة مكنت عدد كبير من الأطفال من حفظ القرآن كاملا.
أما المرتبة الخامسة، فقد فاز بها المتسابق " غيّاث" من الإمارات العربية، وتقوم على إيجاد صندوق يوزع على كافة أنحاء العالم ويضع فيه درهما من كل مسلم لخدمة مشاريع القرآن الكريم، وتقوم بالإشراف عليه مؤسسات رسمية أمينة.
وفاز المهندس إيهاب توفيق سليمان من مصر بالجائزة الرابعة وقدرها 8 دنانير ذهبية، عن فكرة إنتاج مسلسل كرتوني للأطفال يغرس معاني القرآن في النفوس من معايشته عن طريق حلقات مشوقة ويومية وتتوفر فيها عناصر التشويق والإثارة.
ومن مدينة رام الله فاز المشارك نائل محمد حجاز بالجائزة الثالثة وقدرها 15 دينارا ذهبيا عن فكرة تعلم القراءة الصحيحة للآيات القرآنية من خلال إبراز المقاطع الصوتية بألوان محددة، وقد قام حجاز بإنجاز تلوين كافة مقاطع وحروف القرآن الكريم بستة ألوان يبين كل منها طريقة لفظ محددة.
وفي المرتبة الثانية، فاز الشيخ علوي بن محمد الفقيه من اليمن، والذي رشح من قبل أحد الفلسطينيين من غزة، بـ29 دينارا ذهبيا، عن إنجازه المصحف الشريف المترافق مع شرح لتفسير كل آية على حدا على هامش السور.
أكبر جائزة عالميا
وتحت عنوان" يوم الجائزة.. يوم البشارة الكبرى" جاء الإعلان اليوم عن أكبر جائزة في العالم لأفضل قارئ للقرآن الكريم تتوفر فيه شروط أفضل تلاوة وأحسن خُلق. وقد رصدت مبادرة " أهل القرآن في بيت المقدس" مبلغ مليون درهم إماراتي لهذه الجائزة التي سيشرع في إطلاقها خلال أيام.
وقال الشيخ صلاح الدين أبو عرفة، أن أموال هذه الجائزة ستجمع من المسلمين المحاصرين في بيت المقدس وفلسطين أيضا، مؤكدا:" سنجمعها من قوت عيالنا.