الشهيدة أميرة أبو عصر

أميرة أبو عصر رضيعة أخرى لم تتجاوز العشرين يوما استهدفها الجنود الصهاينة بالقتل والإبادة المباشرة، لكن ليس قصفا بالصواريخ هذه المرة كما فعلوا مع الطفل الرضيع الشهيد قبلها محمد البرعي، بل قنصا بسلاح ليزر أخرجوا منه ثلاث طلقات اخترقت رأسها فسقطت من بين يدي أمها نادية على الأرض، بينما أصيبت إحدى يديّ أمها بتفتت في العظام إثر استقرار رصاصة بها وكذا إصابة والدها في عينه نتيجة الضربات التي تلقاها من جنود الاحتلال أثناء اعتقاله والتحقيق معه إثر قتل طفلته أمام مرأى عينه·
يروي الأب خالد أبو عصر بعض مشاهد القتل المباشر الذي عمد إليه جنود الاحتلال أثناء استهدافهم لمنزل الشهيد يوسف أبو سميري، واصفا بشاعة الاستهداف، عشرون دقيقة فصلت بين حياة وموت طفلتي أميرة وإخراسها أبدا بين الابتسامة التي استقبلنا بها أهل الشهيد والدمعة التي خَلُدَت في عيونهم إثر استشهادها·
ويتابع: ''كانت والدتي متوعكة صحيا، فهي مصابة بمرض الفشل الكلوي وأشارت عليَّ زوجتي بضرورة زيارتها، لكننا لم نعلم أبدا أن تلك الزيارة ستنتهي بالمأساة التي شهدنا تفاصيلها واقعا ملموسا''، مضيفا: ''بينما كنا نتهادى السلام ونتبادل سماع أخبار بعضنا البعض حتى سمعت صوتا بالخارج كنت أظنه صوت شاحنات مرت بالقرب من المنزل، لكنها كانت دبابات، وبين لحظة وأخرى جاء الأطفال من كل حدب وصوب مفزوعين من هدير الدبابة وأصوات الجنود، حاولنا الاختباء في مكان بعيد ولم نعرف أن المنزل الذي نتواجد فيه هو المستهدف إلا بعدما أمرنا الجنود بالخروج فردا فردا، لم نتأخر في الإجابة، تحايلت أم يوسف على مرضها وحاولت استقامة جسدها الواهن لتمشي بخطوات متعثرة خارج المنزل كما أمر الجنود وفعل الجميع فعلها، خرج الأطفال والنساء جميعهم وأمروهم بالانبطاح أرضا، كانوا يريدون إعدامهم، كانوا يطلقون الرصاص بكثافة جنونية، فأصيب جميع من بالمنزل''، ليتابع'' ''بينما خرجت زوجتي تستعطف الجنود بعدم قتل الأطفال الأبرياء فلا ذنب لهم حتى عاجلوها بسلاح من الليزر صوبوه تجاه رأس طفلتي أميرة، فأصابوها بثلاث رصاصات، أودت ببراءتها إلى موت محقق وأغرقت حضن أمها بدمها، بينما نالت رصاصة أخرى من يد زوجتي ففتت عظمها، كما أن الجنود لم يسمحوا لأحد بإسعاف الطفلة وزوجته وبقيت تنزف ثلاث ساعات حتى تأكدوا من صعود روح أميرة إلى بارئها، وغابت زوجتي عن الوعي فظنوا أنها ميتة أيضا''· هو مشهد آخر من مشاهد الموت الصهيوني اقترف تفاصيله جنود الاحتلال دون أن تأخذهم رحمة أو شفقة بمن استهدفوها قبل أن تتم يوم عمرها العشرين يضاف إلى زمرة المشاهد الأربعين التي اختطفوا فيها أرواح أربعين طفلا ورضيعا منذ بداية عملياتهم العسكرية في القطاع يوم الأربعاء السابع والعشرين من فيفري الماضي·

_________________