محمد المدير العام
عدد الرسائل : 217 الأقامة : فلسطين - نابلس النشاط : تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: الى المتثاقلين عن الجهاد ( من الشهيد سيد قطب ) 10/7/2008, 21:24 | |
| إن الجهاد فريضة على المسلمين حتى ولو كان عدد أعدائهم أضعاف عددهم وأنهم منصورون بعون الله على أعدائهم . وأن الواحد منهم كفء لعشرة من الأعداء . وكفء لاثنين في أضعف الحالات . وفريضة الجهاد إذن لا تنتظر تكافؤ القوى الظاهرة بين المؤمنين وعدوهم . فحسب المؤمنين أن يعدوا ما استطاعوا من القوى . وأن يثقوا بالله . وأن يثبتوا في المعركة ويصبروا عليها . والبقية على الله . ذلك أنهم يملكون قوى أخرى غير القوى المادية الظاهرة . (( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم : انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ؟ فما متاع الدنيا في الآخرة إلا قليل ، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ، ويستبدل قوماً غيركم ، ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير )) . بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعوا له على أطراف الجزيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه رزق سنة . وانضمت اليهم لخم وجذام وعاملة وغسان من قبائل العرب فاستنفر الناس إلى قتال الروم وكان - صلى الله عليه وسلم - قلما يخرج إلى غزوة إلا روى بغيرها مكيدة من الحرب ، إلا ما كان من هذه الغزوة (تبوك) فقد صرح بها لبعد الشقة وشدة الزمان إذ كان ذلك في شدة الحر حين طابت الظلال وأينعت الثمار وحبب إلى الناس المقام . عندئذ بدأت تظهر في المجتمع المسلم أعراض تهيب وتردد ، كما وجد المنافقون فرصتهم للتخذيل فقالوا : لا تنفروا في الحر ، وخوفوا الناس بعد الشقة وحذروهم بأس الروم وكان لهذه العوامل المختلفة أثرها في تثاقل بعض الناس عن النفرة . وهُدد المتخلفون بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله ، والتذكير لهم بما كان من نصر الله لرسوله ، قبل أن يكون معه منهم من أحد ، وبقدرته على إعادة هذا النصر بدونهم فلا ينالهم عندئذ إلا إثم التخلف والتقصير . إنها ثقلة الأرض ، ومطامع الأرض ، وتصورات الأرض ، ثقلة الخوف على الحياة ، والخوف على المال ، والخوف على اللذائذ والمتاع ، ثقلة الدعة والراحة والاستقرار ، ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب ، ثقلة اللحم والدم والتراب . إن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاق من قيد الأرض ، وارتفاع على ثقلة اللحم والدم ، وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسان ، وتغليب لعنصر الشوق المجنح في كيانه على عنصر القيد والضرورة ، وتطلع إلى الخلود الممتد ، وخلاص من الفناء المحدود . وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله ، إلا وفي العقيدة دخل ، وفي إيمان صاحبه بها وهن ، لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق )) . فالنفاق - وهو دخل من العقيدة يوقعها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة من الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر ، والآجال بيد الله والرزق من عند الله ، وما متاع الحياة الدنيا من الآخرة إلا قليل . (( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ، ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير )) . والخطاب لقوم معينين في موقف معين ، ولكنه عام في مدلوله لكل ذوي عقيدة عند الله ، والعذاب الذي يتهددهم ليس عذاب الآخرة وحده فهو كذلك عذاب الدنيا ، عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح والغلبة عليهم للأعداء ، والحرمان من الخيرات ، وهم مع ذلك كله يخسرون من النفوس والأموال أضعاف ما يخسرون في الكفاح والجهاد ويقدمون على مذبح الذل أضعاف ما تتطلبه منهم الكرامة لو قدموا لها الفداء ، وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء .
((لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ، ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم ، يهلكون أنفسهم والله يعلم انهم لكاذبون )) . لو كان الأمر عرض قريب من أعراض هذه الأرض ، وأمر سفر قصير الأمد مأمون العاقبة لاتبعوك ! ولكنها الشقة البعيدة التي تتقاصر دونها الهمم الساقطة والعزائم الضعيفة ، ولكنه الجهد الخطر الذي تجزع منه الأرواح الهزيلة والقلوب المنخوبة . . ولكنه الأفق العالي الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة والبنية المهزولة .... يتبع الأستاذ الشهيد / سيد قطب رحمه الله نقلا عن كتيب " معركتنا مع اليهود "
| |
|
شمس فلسطين مشرفة الأقسام العامة
عدد الرسائل : 264 الأقامة : غزة النشاط : تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: رد: الى المتثاقلين عن الجهاد ( من الشهيد سيد قطب ) 6/8/2008, 19:33 | |
| | |
|